العودة
2:37 م 09.03.16

وادي الملوك الأقصر

Show on map (0 comments)

كما هو شائع في العالم بأكمله أن مصر هي بلد الخرافة والأساطير حيث أنها تعد من أبرز البقاع الاجمالية في العالم التي يتواجد بها القدرات الإبداعية والذي يبدو أنه من الصعب أن تشغل حيزا في واقعنا الحالي ولكنها بالفعل ذو أهمية كبيرة، ولعل أبرز هذه المعالم الابداعية القديمة في مصر هو وادي الملوك الأقصر، هو وادِ استخدم على مدار 500 عام خلال الفترة بين القرون السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد لإنشاء مقابر الفراعنة. لا لن تكتشف أي اهرامات هنا أو مقدسات فخمة أو أي شيء على الأرض، فقط تلال من الرمل وهذه هي النقطة الأهم ولكن لنأخذ في الاعتبار أن هذا لن يجدِ نفعا سوى أن المقابر الفرعونية القديمة ما زالت باقية منتظرة بتشوق أن نتحدث عنها ونذكرها بتفحص كإحدى معالم وادي الملوك الأقصر الفريدة من نوعها.

يقع الوادي على الضفة الغربية لنهر النيل في الجهة المقابلة لمدينة طيبة قديما (الأقصر حاليا) داخل قلب مدينة طيبة الجنائزية القديمة، يضم الوادي إثنين من الأودية؛ الوادي الشرقي حيث يتواجد أغلب المقابر الملكية، والوادي الغربي. في الفترة بين القرنين السادش عشر حتى القرن الحادي عشر قبل الميلاد كانت بمثابة المثوى الأخير لقادة مصر القديمة.

طبيعة الحجر في وادي الملوك الأقصر متفاوتة بشكل استثنائي، تم تشييد المقابر منها عن طريق تشريح طبقات مختلفة من الحجر الجيري، وكل منها بنوعية وكفاءة مختلفة في التشييد فهناك على سبيل المثال الصخور الملساء الصغيرة، ويوجد القطع الصخرية الخشنة ذو الأحجام الكبيرة وهذا لا يتلائم مع البناء، علاوة على ذلك المشكلة الرئيسية هي الطبقات الصخرية الطينية سهلة الإنفلاق (الطفل الصفحي) وهذه المواد تنتج باتصال تلك الصخور بالماء وهذا ما جلب الضرر على العديد من جدران وارضية المقابر في وادي الملوك الأقصر خاصة في ظل وجود الأعاصير.

تتأصل مقابر وادي الملوك الاقصر في مركز الصحراء لمنع الخداع والسرقة حيث أن الغالبية العظمى من القبور القديمة تم نهبها في قديم الزمان ولكن ما زال هناك بعض المقابر التي تحمل علامات ترجع حتما إلى الماضي. كما أنه لم يتم سطو على كل المقابر ولكن في هذا المكان عثر هوارد كارتر على مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 بثروته كاملة وما زال إلى يومنا هذا يتم التنقيب على المقابر القديمة واكتشافها. وهذه نقطة قوة حيث أن الطاقة الابداعية هي التي تفرض سيطرة كاملة.

الشيء الذي لا يمكن أن ننساه هو المشهد القمري لوادي الملوك الأقصر حيث أنه يعد نقطة الاسترخاء والراحة لمختلف الفراعنة من المملكة الجديدة وتم دفن الأجزاء المتبقية في المقابر التي يتم حفرها خلال الأنفقة في الصخر. الستون مقبرة التي تم اكتشافها (دعنا نقول 50% فقط من إجمالي القبور في الإقليم) تم التعرف إليها من خلال رقم مواجه له اسم فريد لكل ساكن فيها، تم اغلاق مجموعة بسيطة من المقابر لحين استصلاحها. على أية حال هناك كل ما يمكن لأي شخص بحاجة إلى رؤيته وهو خيار مثالي بخلاف محاولة رؤية كل مقبرة.

للأسف قام سارقي قاعات المعرض والمقابر بانتزاع الأشياء التي يجب أن تذهب مع الحكام في الحياة بعد الموت "كما كانوا يعتقدون" ولكن يمكنك أن ترى عمل جزء من خيرة الحرفيين في العالم القديم حيث كان يحتفل الفراعنة باللوحات الجدارية والنقوش المقسمة عليها. زخرفة الجدران في وادي الملوك الأقصر توضح أن هذه الملابس والأزياء من القطع الأثرية التي لم يسبق لها مثيل كانت في هذه المرحلة بمثابة مقصد مهم لقضاء العطلات بالنسبة إلى اليونانيين والرومان القدماء.

إضافة تعليق.

لاحظ أنه يمكنك إضافة التعليق مرة واحدة فقط.

تعليقات

لا يوجد تعليقات حتى الآن