العودة
9 م 23.02.16

التنقيب عن المقابر المفتوحة حديثا في الأقصر

Show on map (0 comments)

جاءت فكرة التنقيب عن المقابر المفتوحة حديثا في الأقصر إلى القرن العشرين. منذ فترة ليست ببعيدة كان مواطني الأقصر وضيوفها يهرعون إلى بلدة صعيد مصر للاحتفال بالعيد القومي لها في الرابع من شهر نوفمبر والذي يوافق يوم اكتشاف مقبرة الفرعون توت عنخ آمون عام 1922.

في عامنا الحالي اصبح التنقيب عن المقابر المفتوحة حديثا في الأقصر أكثر توسعا، حيث أشادت وزارة الآثار بهذه المناسبة بافتتاح خمسة من المقابر على الضفة الغربية لنهر النيل، ثلاثة على مقربة من بلدة الملكة ماري واثنين في وادي الملوك.

تم ترميم هذه المقابر بعد أن الحقها الضرر للأجزاء المرسومة داخلها نتيجة لعوامل التعرية (الرطوبة)، أما بالنسبة لفواصل وأسقف المقابر تم تجميعها وتم تنظيف اللوحات المرسومة بالداخل. علاوة على ذلك تم ادخال إطارات للتهوية والإضاءة جديدة.

وقد ذكر وزير الآثار في هذا الإحتفال قائلا "إن الشروع في التنقيب عن المقابر المفتوحة حديثا في الأقصر لا يوضح فقد تفاني الخدمة في انقاذ تراث مصر القديم، بل إضافة لذلك منح المسافرين جهات سياحية كثيرة يقصدونها"

وقال أن المقابر الثلاثة في قرنة موراي جاري فتحهم لاول مرة منذ أن تم اكتشافهم، مضيفا أنهم ينتموا إلى ثلاثة من النبلاء من الأسرة الثامنة عشر: نائب الملك توت عنخ آمون في كوش، وحاكم الاراضي الجنوبية: امنحتب هوي "الأب الالهي لقصر امنحتب الثالث"، أمنمحات راعي الإله آمون رع في عهد مملكة امنحتب الجديدة.

مقبرة أمنحتب هوي

إذا تحدثنا بخصوص التنقيب عن المقابر المفتوحة حديثا في الاقصر يأتي ضمن تلك المقابر مقبرة امنحتب هوي.

امنحتب هوي حمل ألقاب مختلفة منها على سبيل المثال "رسول الملك لكل أرض" وكانت زوجته تيموادجيسي رئيسة حريم كل من آمون وتوت عنخ آمون. وعلى الرغم من أن حجم المقبرة ضئيل، إلا أنه وجدوا عليها رسوم لمشاهد ملونة توضح استقبال الكاهن الأكبر للنبيل مع أخيه وزوجته وأطفاله. مشهد واحد يظهر مجموعة من الشخصيات النوبية يشاهدون المعدات الجنائزية التي يتم نقلها إلى القبر كما أنه يوجد إشارة إلى معبد يسمى (إرضاء الآلهة) في النوبة ولكن هذا لم يحدد موقعه بعد.

مقبرة امنمحات

مقبرة امنمحات ثاني نتائج التنقيب عن المقابر المفتوحة حديثا في الأقصر، هي مقبرة صغيرة وتأخذ شكل الكنيسة في قرنة موراي. وعلى الرغم من عدم اكتمالها إلا انها في حالة جميلة من الحفظ. زينت جدران المقبرة بمشاهد مرسومة تصف المهن والحرفية الخاصة بالرعامسة والتي لا تراعي نسب محددة، وهي سمة من سمات المقابر في نهاية عهد الأسرة 19.

تم اكتشاف المقبرة عام 1917 بواسطة لوكامت دونوي، والمقبرة الثانية لامنمحاب والتي تشترك معها في نفس الفناء، وتم الكشف عنها في نفس الوقت. قبر امنمحاب احد جنرالات تحتمس الثالث، تحمل نقوشا تصف المعارك بقدر عظيم من التفاصيل. حيث يبدو امنمحاب في احدى مشاهد القتال القوية وهو يقطع بطن احدى الفرسان على سبيل المثال، أو إنقاذ حياة الملك عن طريق قطع رأس الفيل المحشوة.

المقابر الملكية في وادي الملوك

تنتمي المقابر الملكية في وادي الملوك إلى حورمحب وتحتمس الثالث. حورمحب هو الفرعون الأخير للأسرة 18 وتم اكتشاف مقبرته على يد عالم المصريات البريطاني ادوارد آيرثون الذي عمل مع تيودور ديفيز الأمريكي وذلك عام 1908.

المقبرة لها طراز معماري مختلف عن بقية المقابر الآخرى التي ترجع لعهد الأسرة 18. فهي لا تستخدم البناء المنعطف بل رسمت نقوش بارزة بدلا من الجدران المطلية البسيطة. ويبدو أن فصولا من الكتاب المصر للبوابات يضفي طابعه على طريقة زخرفة الجدران الخاصة بالمقبرة، وتم نحت التابوت في الكوارتزيت الأحمر وله غطاء مكسور.

هناك عدد من الخصوصيات في مقبرة حورمحب والتي تشمل منحدر في غرفة الدفن بداية من الزوج الأول من الأعمدة إلى درج القبو، ومجموعة ثانية من الدرج مؤدية نحو السرداب، ومخزن منخفض تحت غرف الدفن المرفقة معه.

مقبرة تحتمس الثالث

تعتبر مقبرة تحتمس الثالث واحدة من أرقى المقابر في وادي الملوك والتي تم اكتشافها على يد فيكتور لوريت عام 1898. يتم قطع المقبرة في منحدر عال مواجه للودي والذي يحتوي على ممر منحدر جدا والذي يؤدي للاسفل في شكل منعطف من مدخل سابق بئر عميق إلى غرفة انتظار على شكل شبه منحرف  بجانب غرفة الانتظار يوجد غرفة الدفن والتي لها اربعة غرف جانبية صغيرة. والتابوت منحوت في الحجر.

يوجد على جدران المقبرة زخارف مميزة، من بينها الإصدار الأخير من كتاب الآخرة، رسمت على خلفية ملونة بلون أصفر خفيف تصف آلهة من الشخصيات المستقيمة البسيطة. يظهر ابتهال رع أيضا في غرفة الدفن.

يمكنك مشاهدة الرسومات التي تم صنعها على ايدي العمال على الدرج المؤدي إلى المقبرة والتي نهبت في العصور القديمة وفقد موقعها حتى العصر الحديث.

إضافة تعليق.

لاحظ أنه يمكنك إضافة التعليق مرة واحدة فقط.

تعليقات

لا يوجد تعليقات حتى الآن